احكام وفتاوى الصيام

احكام وفتاوى الصيام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخوانى وأخواتى الكرام

بارك الله فيكم وتقبل الله منا ومنكم صيام شهر رمضان

معنا اليوم طرح هام

لأحكام الصيام ولفتاوى الصيام

فهو هام لكل مسلم قبل دخول شهر رمضان إن شاء الرحمن

حكمه:

صوم رمضان ركن من أركان الإسلام ، وفرض من فرائضه:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }البقرة183

وعن ابن عمر رضي الله عنه:

((بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت))

- وأجمعت الأمة على وجوب صيام رمضان وأنه أحد أركان الإسلام

وجوب صوم رمضان برؤية الهلال:

عن أبي هريرة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمى عليكم الشهر فعدوا ثلاثين))

- يعنى نصوم الشهر برؤية هلال رمضان

- وماذا لو لم يظهر الهلال؟أى ماذا لو غطته الغيوم؟

نتم شهر شعبان ثلاثين يوما.

على من يجب الصيام:

1- كل مسلم

2- بالغ

3- عاقل

4- صحيح أو قادر

5- مقيم

6- خلو المرأة من الحيض والنفاس

مسلم:

- فرض على كل مسلم

- أما الكافر فلا يجب فى حقه الصيام لأنه غير عالم بالشرع ولكنه سيسأل عنه يوم القيامة

بالغ:

- يخرج منها الطفل الصغير

- ولكن يستحب أن نعود الطفل الصغير على الصيام

ومن الخطأ تعويد الطفل على الصيام لفترات قصيرة((حتى الظهر)) لأنه سيتدرج كل سنة يزيد ساعة مثلا وقد يصل إلى سن التكليف وهو لم يصومه حتى المغرب..

فلابد من تعويد الطفل على الصيام الصحيح ولكن على حسب بنية الطفل ان كان ابن 7 ويتحمل فليصمه وان كان ابن 10 ويتحمل فليصمه

- ومن الخطأأن نعودهم الصوم فى رمضان فقط فلابد ان نحاول تعويدهم طيلة العام

فعن الربيع بنت معوذ بن عفراء :

((أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار ، التي حول المدينة : من كان أصبح صائما ، فليتم صومه . ومن كان أصبح مفطرا ، فليتم بقية يومه فكنا ، بعد ذلك ، نصومه . ونصوم صبيانناالصغار منهم ، إن شاء الله . ونذهب إلى المسجد . فنجعل لهم اللعبة من العهن . فإذابكى أحدهم على الطعام ، أعطيناها إياه عند الإفطار ))

العهن : وهى العروسة اللعبة

- فيكون الولد متمرن على الصيام قبل رمضان

مثال على ذلك الصلاة

فقال صلى الله عليه وسلم (( علموا أولادكم الصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم ابناء عشر))

فالتمرين عليها قبل البلوغ فيتعود الطفل عليها.. فكذلك الصيام.

عاقل:

-اذن له الفطر كالمجنون فهو غير مكلف لقوله صلى الله عليه وسلم:

((رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق ، وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبى حتى يحتلم))

قادر:

يخرج منهم 3 أصناف من الناس:

1- الرجل الكبير والمرأة العجوز

2- الحام والمرضع

3- المريض

1- الرجل الكبير والمرأة العجوز

- يسقط عنهم الصيام

- وعليهم الفدية

فقال الله عز وجل:

{... وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ... }البقرة184

- وهذا المسكين يأكل من تكلفة الطعام الذى تأكله فلو كنت تأكل طعاما تكلفته 5 جنيهات فأطعمه بخمس جنيهات وإن كانت تكلفته أكثر فأكثر من ذلك

- وكان أنس رضى الله عنه عندما كبر فى السن كان لا يطيق الصيام فكان يحضر إناء كبير يكفى لإطعام 30 مسكيناَ

2- المرضع والحامل:

- ان كانت المرضع او الحامل تخشى على نفسها أو على وليدها من الصيام فيجوز لها أن تفطر

- حكمها: فأنها تدخل فى نفس الآية:

{... وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ...}البقرة184

أى عليها الفدية

- وقد قال بعض أهل العلم أن عليها القضاء وهذا مخالف للأدلة الموجودة عندنا ...فقد كقال ابن العباس - وهو من فقهاء الصحابة -

((لو خافت المرأة الحامل أو المرضع على نفسيهما فإنهما تفطران وتطعمان عن كل يوم مسكينا))

وثبت أن ابن عمر - وهو أيضامن فقهاء الصحابة -

(( دخل على ابنته وقد أصابها عطش شديدفى نهار رمضان فأمرها أن تفطر وأن تطعم عن كل يوم تفطره مسكينا))

3- المريض:

-هذا المرض يختلف:

· مرض لا يؤثر فى الصيام

مثلا تعب فى العين((نظره ضعيف)) ، يده مكسورة ، صداع

هذه الأمراض لا يجب عليها الفطر

· مرض يؤثر في الصيام

هنا إما :

*-* لو كان المرض غير مستمر معه طيلة حياته مثل العملية الجراحية الطارئة فعليه القضاء

*-* لو كان مرض لا شفاء ومصاحب له حتى الموت منه فعليه الكفارة

المقيم:

- أما المسافر فقد أسقط عنه الصيام بنص الآية :

{أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ... }البقرة184

- ومن أراد الصوم فهذا جائز له لحديث أنس رضى الله عنه:

((كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنا الصائم ومننا المفطر وكان الصائم لا يعيب على المفطر ، والمفطر لا يعيب علي الصائم))

- إذا كان الصيام يتعبك فى السفر فحق عليك الإفطار والدليل:

فى حديث جابر رضى الله عنه ((كنا فى سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرأى رجلا وقد اجتمع الناس عليه وقد ظلل عليه ، فقال: ماله؟؟ قالوا :رجل صائم ، فقال ، ليس من البر أن تصوموا في السفر))

- أيهما أفضل للمسافر الإفطار أم الصيام؟؟

((أفضلهما أيسرهما))

فلو الإفطار أيسر يفطر ولو الصيام أيسر يصوم..

خلو المرأة من الحيض والنفاس:

فعلى المرأة التى عليها حيض أو نفاس لا تصوم بدليل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((وعن أبي سعيد الخدري قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى أو فطر إلى المصلى فمر على النساء فقال يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار فقلن وبم يا رسول الله قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن قلن وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله قال أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل قلن بلى قال فذلك من نقصان عقلها أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم قلن بلى قال فذلك من نقصان دينها))

أركان الصيام

1- النية

2- الإمساك عن المفطرات

النية:

- لا يصح أى عمل إلا بنية

قال النبى صلى الله عليه وسلم: (( إنما الأعمال بالنيت وإنما لكل إمرئ ما نوى....))

- فهى شرط صحة لأى عمل من الأعمال ولابد من توافرها

- وقت النية:

*-*اذا كان الصيام صيام واجب :

قبل الفجر لحديث نبى صلى الله عليه وسلم((لا صيام لمن لم يبيته من الليل))

*-*واذا كان الصيام تطوع:

تجوز قبل الزوال أو بعد الزوال فى أى وقت من النهار

- هل ننوى له نية واحدة أم لكل يوم نية؟

الجمهور أوجب على انه لكل يوم نية ولكن الإمام مالك قال أن صوم رمضان عبادة واحدة وقاسها على الصلاة ففى أول كل صلاة ننوى نية واحدة للصلاة كلها(( ولا نجزئها نويت الركوع نويت السجود وهكذا...))

- ولكن رأى الجمهور رد عليه أنه لو فسد ركن واحد من أركان الصلاة فسدت الصلاة كلها ... ولكن لو فسد يوم واحد من ايام الصيام فلا يفسد صيام الشهر كله وبالتالى هناك فرق بين صيام رمضان والصلاة

- اذن استقر رأى العلماء على أنه يوجب لكل يوم نية

- والسحور يعتبر نية وضبط المنبه يعتبر نيه أو بالنية نفسها

الصيام عن المفطرات:

1- الأكل والشرب عمداً

أى لو أكلت أوشربت عن سهو يكمل صيامه

الدليل:

قول النبي صلى الله عليه وسلم:

((من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه ))

- وهنا لم يقل الصيام نافلة أم فرض لأن بعض الناس تعتقد ان الأكل ناسيا فى النوافل يفطره

مسائل متعلقة بالطعام والشراب عمداً فى نهار رمضان:

بلع الريق : جائز

النخامة : مكروه أن تبلعها لما تحمله بالميكروبات والبكتريا ولكن الصيام صحيح

بقايا الطعام بين الأسنان:ماكان منها يسير يذوب بالريق فلا ضير منها وان كانت هذه البقايا فيها جٌرم(أجزاء)ولا تذوب مع الريق فعليه إخراجها وإن بلعها عن عمد بطل صيامه على الرأى الراجح للجمهور

بخاخة الربو لمرضى الربو : يجوز استخدام البخاخة لأنها تنتقل من الجهاز التنفسى الى الشعب الهوائية وليست الى الجهاز الهضمي

استخدام القطرة للأنف أو الأذن أو العين: فلا تفطر لأنها ليست بطعام ولا بشراب

شم الروائح من الأفران ومن المخابز (والطبيخ) : لا تفطر

الحقنة : لو كانت لتسكين ألم فلا ضير منها ولكن لو كانت للتغذية مثل حقنة الجلوكوز فهى تفطر

2- القيء عمداً

لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من زرعه القيء فليس عليه قضاء ومن استقاء فليقضى)) ولذا من تقيأ نتيجة رؤيته ما ضره أو ما شابه ذلك فلا إثم عليه ...

3- الحيض والنفاس

وجب عليها الفطر حتى ولو جاءها قبل الإفطار بدقائق وعليها قضاء يوم بعد ذلك

4-الجماع

اذا جامع الرجل امرأته فى نهار رمضان وجب عليه الكفارة والتوبة

- الكفارة : قال صلى الله عليه وسلم:

((حديث أبي هريرة أن رجلا قال يا رسول الله وقعت على امرأتي وأنا صائم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تجد رقبة تعتقها قال لا قال فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين قال لا قال هل تجد إطعام ستين مسكينا قال لا فسكت فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق تمر فقال أين السائل خذ هذا تصدق به فقال الرجل على أفقر مني يا رسول الله فوالله ما بين لابتيها يريد الحرتين أفقر من أهل بيتيفضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال أطعمه أهلك

وفى رواية واستغفر الله وفى رواية ولتقضى يوما ))

ولذا أوجب بعض العلماء قضاء يوما لذلك

- على من تجب الكفارة؟

تجب الكفارة عن الرجل فقط إن أكره امرأته على ذلك وتجب على الإثنين إن كانت مطاوعة له وإن كانت أكرهت المرأة الرجل على ذلك فالكفارة تكون على المرأة

5- النية الأكيدة المصاحبة بعمل للفطر وجب الفطر:

- مثال جاع الرجل وقام ليأكل ولكنه وجد أحدا يراه فقال أنه كان يشرب أو يأكل ناسيا

ولم يأكل أو يشرب ... وجب عليه الفطر

(فهذه نية وصاحبها عمل فأفطرته)

- لو كانت نفسا تراود صاحبها على الفطر ولكنه يجاهدها (ولم يقم بعمل) فهو يؤجر الأجر العظيم

فقال صلي الله عليه وسلم : (( فخير الجهاد جهاد النفس ))

أداب الصيام:

1- الأدب:

*-* الأدب مع الله : بمعنى ألا يتطلع الله عز وجل منك علي شيئ يكره وأن يتطلع منك على كل شيء يحبه

*-* أدب مع رسول الله : أن تكون متسننا وهى أن تقوم بكل ما أمرك الرسول به لتعمله وأن تبتعد عن كل ما نهاك عنه

*-* أدب مع الناس : وهى الأخلاق فى المعاملات وحقوق المسلم علي المسلم

فالصيام ليس صيام عن الطعام والشراب فقط

فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( ليس الصيام عن الطعام والشراب ، إنما الصيام عن اللغو والرفث ))

وقال صلى الله عليه وسلم :

((رٌّب صائم لم يأخذ من طعامه إلا الجوع والعطش))

- بعض الناس تظن أن رمضان وقت الصيام بالنهار فقط وتسهر ليلا على الخيم الرمضانية والتلفاز وليس هذا من آداب رمضان فرمضان النهار والليل

2- مضاعفة الطاعات:

فمن كان يتصدق بالقليل يزيد فى رمضان ومن كان يقوم بركعتين يزيده فى رمضان لأن النبى صلى الله عليه وسلم من قول ابن عباس:

((كان أجود الناس بالخير وكان أجود ما يكون فى رمضان))

3- تعجيل الفطر

لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (( لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ))

- ما يجب عمله عند الفطر؟

*-* التعجيل بالفطر

*-* الفطر على الدعاء

((للصائم عند فطره دعوة مستجابة))

((وثلاثة دعوات لا ترد ومن بينها دعوة الصائم))

*-* الفطر على تمر أو ماء

((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء))

*-* قول الذكر قبل الفطر

((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر قال ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله))

وحديث (( اللهم انى لك صمت وعلى رزقك أفطرت وعليك توكلت ولك أنبت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر ان شاء الله ))

ضعيف ولم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم

4- السحور

- أهميته: يعتبر نية للصيام

- وقال صلى الله عليه وسلم :

((إن السحور بركة أعطاكموها الله فلا تدعوها ))

(( إن الله وملائكته ليصلون على المتسحرين ))وصلاة الله على العبد إما ذكره فى الملأ الأعلى أو مغفرته لذنبه .

((عليكم بهذا السحور فإنه هو الغداء المبارك ))

(( تسحروا ولو علي شربة ماء))

- مايجب عمله فى السحور:

((نعم السحور التمر ))

((بكروا بالإفطار وأخروا السحور))

فقد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم يؤخره حتى ما كان بينه وبين آذان الفجر إلا قدر خمسين آية-تقريبا نصف ساعة