بسم الله الرحمن الرحيم
قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، وَلَا تَحَسَّسُوا ، وَلَا تَجَسَّسُوا ، وَلَا تَحَاسَدُوا ، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا تَبَاغَضُوا ، وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
[متفق عليه]هل تصدقون أن تسعة أعشار تصوراتنا عن الأطراف الأخرى غير صحيحة ، ظن يتعلق بكلمة ، يتعلق بتصرف لم يسأل عن تفسيره ، يتعلق بتأخر ، يتعلق بعدم ابتسامة ، يتعلق بإهمال زيارة ، ويبني عليه بناءً شامخاً ، وهذا البناء لا أصل له ، لا أتكلم من هواء ، أتكلم على أرض صلبة ، أنا عندي آلاف الأمثلة ، هناك تمزق المجتمع الإسلامي ، هناك تمزق على مستوى الأسر ، على مستوى العمل ، على مستوى القطاعات ، على مستوى التعليم ، على مستوى الصحة ، تنافس ، وعداء ، وحقد ، وحسد .
وَلَا تَحَاسَدُوا
ولكن أيها الإخوة ، لا بد من شرح قضية يتوهم معظم الناس أنها في أصل فطرة الإنسان ، وهي الحسد .
من يتوهم أن الحسد من جبلة الإنسان فهو خاطئ ، والحسد واقع ، فما تفسيره ؟ أحياناً نشتري سكيناً ، السكين أداة ، لكنها حيادية ، يمكن أن تستخدمها في تقطع الخضار والفواكه ، ويمكن أن تستخدمها في جرح ، إنسان أداة حيادية ، هل السكين شريرة ؟ لا خيرة ؟ لا ، أداة حيادية .
كأس يمكن أن يملأ ماء زلالاً ، أو شراباً طيباً ، أو خمراً ، الكأس حيادي ، السكين حيادية ، المركبة حيادية، يمكن أن تلبي بها حاجات المضطرين ، أو أن تنقل أهلك إلى مكان جميل ، ويمكن أن تتم بها الفاحشة ، إذاً أي شيء أمامكم حيادي ، لماذا ؟ لأنك مخير ، ومادام الإنسان مخيراً فأي شيء حيادي ، الشهوات التي أودعها الله فيك ، الشهوة حيادية ، أودع فيك حب المرأة ، وهناك قناة نظيفة ، الزواج ، وهناك قناة قذرة ، الزنا ، أودع فيك حب المال ، هناك قناة نظيفة ، الكسب المشروع ، هناك قناة غير نظيفة ، الكسب غير المشروع ، أودع فيك حب العلو، أن تكون شيئاً مذكوراً ، يمكن أن يرفع الله ذكرك إذا طلبت العلم ، أو إذا أحسنت إلى الخلق ، ويمكن أن يرتكب الإنسان عملاً عنيفاً يهابه الناس ، فالشرير يهابه الناس ، بل شر الناس من اتقاه الناس مخافة شره .
إذاً الشهوات حيادية ، الآن الحظوظ حيادية ، ما الحظوظ ؟ الذكاء ، يمكن بالذكاء أن تنقل الحق بأروع أسلوب ، فتقنع الناس به ، ويمكن بالذكاء أن تروج الباطل ، فالذكاء حيادي ، طلاقة اللسان حيادية ، يمكن أن تستخدم بيانك لتوضيح الحق ، ويمكن أن تستخدم بيانك لإقناع الناس بالباطل ، فالبيان حيادي ، والذكاء حيادي ، ولك قلم سيال ، أديب ، يمكن أن تكتب شعراً يهز أعمق مشاعر المسلم ، وقد يبكي قارئ هذا الديوان ، ويمكن أن تكتب شعراً يحرك الشهوات السفلى في الإنسان باسم أدب واقعي ، أو إباحي ، أو أدب من أنواع كثيرة ، الشهوات حيادية ، والحظوظ حيادية ، والأشياء حيادية ، المال شيء ، والبيت شيء ، والمركبة شيء ، والتجارة شيء ، الأشياء حيادية ، والشهوات حيادية ، والحظوظ حيادية ، لماذا ؟ لأنك مخير .
هذا التقديم أيها الإخوة من أجل كلمة الحسد ، أودع الله في الإنسان خصيصة ، ومن خصائص الإنسان أنه يتمنى أن يكون كمن رآه كبيراً ، فأنت إنسان لك دخل محدود ، التقيت مع إنسان من أهل اليسار ، أهل الغنى ، تتمنى ، أنت لم تتعلم علماً دينياً ، التقيت مع إنسان علمه غزير ، تتمنى أن تكون مثله ، أنت لك شخصية تكونها ، وفيك خصيصة أساسها أنك تتمنى شخصيةً كبيرة ، عندك هذه الخصيصة ، الآن لو تمنيت أن تكون مستقيماً كفلان، تمنيت أن تكون عالماً كفلان ، تمنيت أن تكون قريباً من الله كفلان ، هذه الخصيصة وظفتها في الخير ، لو تمنيت أن تكون غنياً كفلان ، وعندك امرأة متفلتة تتباهى بها كفلان ، استخدمت هذه الخصيصة لغير ما صممت له ، إذاً لأنك مخير فكل شيء حولك حيادي ، الحظوظ كحظ المال والذكاء والعلم والبيان وطلاقة اللسان والوسامة حيادية ، والشهوات حيادية ، الشهوات سلم نرقى بها ، أو دركات نهوي بها ، والأشياء حيادية ، فإذا قال النبي الكريم : وَلاَ تَحَاسَدُوا فليس الحسد أصلاً في العلاقات ، أما الأصل أن تحسد كما قال عليه الصلاة والسلام ، أي أن تغبط عالماً ينفق علمه آناء الليل وأطراف النهار ، وأن تغبط غنياً ينفق ماله آناء الليل وأطراف النهار ، فالغيرة من سمات النفس البشرية ، لأنك إنسان تتمنى أن تكون كزيد ، و كعبيد ، أو كفلان أو كعلان .
أيها الإخوة ، هذا الحديث منهج ، والله نحن في أمسّ الحاجة إليه ، نحن في أمسّ الحاجة أن يكون تحت أعيننا كل يوم ، بل كل ساعة ، ضعه في مكان من البيت
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ
أنا أقول لكم كلاماً يدمى له القلب : كم من طلاق تم على أساس ظن لا على أساس حقيقة ، كم ؟ وكم من فصم شركة بسبب ظن ؟ وكم من أب طرد ابنه بسبب ظن ؟ وكم من شريك ترك شريكه بسبب ظن ؟ وكم من زوجة نكدت عيش زوجها بسبب ظن ؟ يقول عليه الصلاة والسلام : إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، ابحث ، دقق ، تأكد ، اطلب الدليل ، لا تقبل بدليل غير كاف ، هناك أدلة غير كافية ،
مثلاً طرقت الباب ، ما فتح ، قلت له : هو في البيت ، قال : نعم ، قلت : ما الدليل ؟ قال : سيارته ، هذا دليل غير كاف ، أراد أن يمشي هذا اليوم ، قد تكون السيارة معطلة ، لا تعدّ وجود سيارته أمام البيت دليلا كافيًا ، إنه دليل غير كاف ، عوّد نفسك ألاّ تتهم قبل الدليل الكافي ، كان صلى الله عليه وسلم لا يلوم أحداً فيما يكون العذر في مثله حتى يعلم ما اعتذاره ، طرقت الباب ما فتح ، هو في البيت ، معه واحدة مشكلة ، دليل غير كاف ، هذا ظن ،
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ
يقابل هذا الظن السيئ : إياك ، ثم إياك ، ثم إياك أن تعمل عملاً له تفسيران ، وقد علّمنا هذا سيد الخلق ، وحبيب الحق ،
عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ صَفِيَّةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَتْهُ: أَنَّهَا جَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزُورُهُ فِي اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ ، فَتَحَدَّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ، ثُمَّ قَامَتْ تَنْقَلِبُ ، فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَهَا يَقْلِبُهَا ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عِنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَةَ مَرَّ رَجُلَانِ مِنْ الْأَنْصَارِ فَسَلَّمَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلَى رِسْلِكُمَا ، إِنَّمَا هِيَ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ، فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ !! وَكَبُرَ عَلَيْهِمَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الشَّيْطَانَ يَبْلُغُ مِنْ الْإِنْسَانِ مَبْلَغَ الدَّمِ ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا شَيْئًا[متفق عليه]عوّد نفسك ، البيان يطرد الشيطان .
أيها الإخوة ، رجاء ، لا تقبل دليلاً غير كاف ، ولا توقع أحداً في سوء الظن ، من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن إلا نفسه ، وقد تكون أنت في أعلى درجة من النقاء ، أنت في محل تجاري لصديقك ، ومعك خمسمئة ليرة ، وأنت مضطر أن تجعلها خمس قطع من فئة المئة ليرة ، وأنت جالس على مكتب صديقك ، وصديقك منشغل في البيع ، فتحت الدرج ، ووضعت خمسمئة ليرة ، وأخذت خمس قطع ، وجدك تأخذ خمس قطع ، لكن ما رأى أنك وضعت الخمسمئة ، هذا خطأ كبير ، اطلب منه أن يقلب لك هذه الخمسمئة إلى خمس قطع ، وأنت في أعلى درجات النقاء والصفاء والورع ، تتهم لذلك ، لا تضع نفسك موضع التهمة ، ثم تلوم الناس إذا اتهموك ، هذا القول للإمام علي رضي الله عنه .
إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ ، بعلاقتك مع زوجتك ، مع أولادك ، مع شريك ، بعملك ، مع رؤسائك ، مع مرؤوسينك ، مع أي إنسان ، إياك أن تتسرع في الحكم ، لا تتسرع ،
وَلَا تَحَسَّسُوا
ما التحسس ؟ هو تتبع الأخبار الطيبة ، يريد أن يفهم كل شيء ، يفهم أسباب كل شيء ، ودوافع كل شيء ، وأهداف كل شيء ، وأكبر إنسان يزعج هو المتفرغ ، هناك أشخاص بلا عمل .
بالمناسبة أيها الإخوة ، الناجحون في الحياة ليس عندهم وقت لهذه السفاسف كلها ، والله تعينت ، مبارك ، كم المعاش ؟ ليس لك علاقة بهذا الشيء ، هو قبل بهذه الوظيفة ، وعمل حساباته ، إن قلت له : قليل ، ماذا أنت مجنون ؟ قلت له : كثير ، هل هناك محل آخر عندكم في الشركة ؟ يريد أن يفعل مشكلة ، هذا كله بالتحسس ، وليس بالتجسس ،
التحسس تتبع الأخبار الطيبة ، أخبار ليست سيئة ، كنت تمشي في الطريق ، رأيت صديقك ، أين ذاهب ؟ هو ذاهب ليتدين مبلغًا ، لا يقول لك : أنا ذاهب لأتدين مبلغًا ، لا تسأله ، دعك خفيف الظل ،
وَلَا تَحَسَّسُوا ، وَلَا تَجَسَّسُوا
الأخبار السيئة ، فلانة لا تنجب ، هل منها أم منه ؟ ليس لك علاقة بالموضوع ، هما متفاهمان ، ومتوافقان ، وكل واحد راض بشريكه ، وأنت ليس لك علاقة بالموضوع ، وَلَا تَحَسَّسُوا ، وَلَا تَجَسَّسُوا ، لماذا طلقها ؟ أغلب الظن أنها تخونه ، دخلت في تهمة ، وقذف محصنة يهدم عمل مئة سنة ، لماذا الشركة فصمت ؟ أحدهم حرامي ، فوراً ، فمهما كنت دقيقاً ، مهما كنت منضبطاً تسمع كلاماً مخيفاً ،
ولا تنافسوا
كم باعك إياها ؟ الله يصلحك ، أنا عندي أرخص ، هذا التنافس القذر ، كان السلف الصالح إذا استفتح ، وجاء زبون آخر يقول له : أنا استفتحت ، انظر جاري ، لا تنافسوا ، أو يكتم معلومات .
حدثني أب عن ابن وضعه في محل لإصلاح المركبات مقابل أن يتعلم هذه المهنة ، فصار يستخدمه استخدامًا لا علاقة له بالمهنة ، اذهب أحضر الطعام ، نظف ، أما وقت فك المحرك فيقول له : دعك الخارج ، الأفق الضيق ، والنظرة المادية ، والبعد عن الله ، والشرك الخفي غير المعلن يحمل الإنسان على هذه الأفعال ،
ولا تحاسدوا
أيها الإخوة الكرام ، الحسد ثلاثة مستويات ، هناك مستوى أنك تتمنى فقط أن تتحول النعمة التي عند أخيك إليك فقط ، ما تكلمت ولا كلمة ، لكن تتمنى أن يفتقر ، وأن تغنى ، أن يزاح من هذا المنصب ، وأن تكون مكانه هذا مستوى ، المستوى الأسوأ أن تتمنى أن تحول النعمة عنه دون أن تأتي إليك تحب الضرر ، الثالثة جريمة أن تكتب تقريرًا من أجل أن تصيبه بمصيبة كبيرة ، الأولى تمنٍّ ، تمنٍّ مع مصلحة ، أما الثانية فشرّ للشر ، أما الثالثة فجريمة ، هذه مستويات الحسد ، وأنا أؤكد لكم ، وصدقوا ما أقول : لا تكون مؤمناً ـ والله ـ إلا إذا فرحت بنعمة أصابت أخاك ، تفرح من أعماقك ، نال شهادة عليا ، تزوج ، اشترى بيتاً ، تسلم منصباً رفيعاً ، إن لم تفرح لأخيك بنعمة أصابته فلست مؤمناً ، والدليل
قال تعالى :
(إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ)[سورة التوبة : الآية 50]هذا شأن المنافقين ، قال تعالى :
(وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا)[سورة آل عمران : الآية 120]أنت لمجرد أن تنزعج من خير أصاب أخاك فأنت في خندق المنافقين ، لا تجامل حالك أبداً ، لا تحابِ نفسك أبداً ، كن صريحاً ، وكن واقعياً ، حينما تنزعج لخير أصاب أخاك فأنت في خندق المنافقين ، وحينما تفرح فرحاً لا حدود له لخير أصاب أخاك فأنت في خندق المؤمنين ،
ولا تباغضوا
هنا ملمح ، البغض ليس بيدك ، البغض شعور لا إرادي ، والحقيقة أن المعنى : لا تعمل عملاً يستوجب أن يبغضك الناس ، دخلت ، ما سلمت ، تكلم أخوك استهزأت .
يا أيها الإخوة هناك طرف كأنك ذبحته ، وتحدث حقداً ، ولا تباغضوا ، لا تقل كلمة فيها استهزاء ، فيها ازدراء ، فيها تهكم ، فيها تصغير ، فيها تحقير ، أنت عندئذ لست مؤمناً ، أنت حينما تحترم جميع الناس ، وأنا أقول والله كلمة ، لا أفتأ أرددها : والله أيها الإخوة لا يجوز أن تضيف على كلمة مؤمن ولا كلمة ، مؤمن فقير ، والله لولا أن تعجبوا فقد تشتهي الفقر من مؤمن فقير ، أولاً عزيز النفس ، متجمل ، لا يتشكى أبداً ، وقد تشتهي الغنى من مؤمن غني ، سخي ، متواضع ، وقد تشتهي أن تكون من أبناء الريف بسبب الصفاء و الوفاء والكرم ، لا يضاف على كلمة مؤمن ولا كلمة ، وَلَا تَحَسَّسُوا ، وَلَا تَجَسَّسُوا ، وَلَا تَحَاسَدُوا ، وَلَا تَدَابَرُوا ، وَلَا تَبَاغَضُوا ، أي لا تتكلم كلمة فيها استهزاء ، أو سخرية ، أو استعلاء أو طعن ، أو تشكيك ، أو سوء ظن .
ولا تدابروا
أي تدير وجهك عنه ، ألاّ تسلم عليه ، أن تقاطعه ،
وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا
كما أمركم ،
والحمد الله رب العالمين
منقول عن: أحاديث: “إياكم و الظن فإنه أكذب الحديث ….” الأحد 17 /07 /2005 لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
0 التعليقات:
إرسال تعليق