التحرير ينتصر على كوبرى القبة
٢١/ ١١/ ٢٠١١
ميدان التحرير تحول أمس إلى ساحة حرب.. وقوات الجيش والشرطة انسحبت فى مواجهة المتظاهرين
بدأت قوات مشتركة من الجيش والشرطة، مساء أمس، وأثناء مثول الجريدة للطبع، فى إخلاء ميدان التحرير من المعتصمين، وتدخلت قوات من الصاعقة والشرطة العسكرية من اتجاه قصر العينى، وتقدم أفراد الأمن المركزى من ناحية شارع محمد محمود، وأطلقوا الأعيرة النارية فى الهواء، وتم إخلاء الميدان نحو ١٠ دقائق، وظهر عدة أفراد من القوات وهم يعتدون على موتوسيكل فى الميدان، بعدها انسحبت القوات، وعاد المتظاهرون للميدان مرة أخرى، واستمرت حالة الفوضى وعمليات الكر والفر بين الجانبين، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين، ما ينذر بمزيد من المواجهات الدامية التى تهدد مستقبل مصر.
كانت الأحداث قد تفجّرت عقب مليونية «المطلب الوحيد» يوم الجمعة الماضى، عندما حاولت الشرطة فض اعتصام عدد من المتظاهرين، واستمرت المواجهات يومى السبت والأحد، استخدمت خلالها الشرطة القنابل المسيلة للدموع، فيما رد المتظاهرون بالحجارة.
وعلمت «المصرى اليوم» أن الدكتور عماد أبوغازى وزير الثقافة قدم استقالته أمس احتجاجاً على استخدام العنف فى فض المتظاهرين. وعقد الدكتور عصام شرف، رئيس الوزراء، اجتماعاً مع اللواء محسن الفنجرى، عضو المجلس العسكرى، أمس، لبحث موقف صندوق مصابى وأسر شهداء الثورة.
وأعادت الأحداث الملتهبة فى الميدان أجواء ثورة ٢٥ يناير، وتباينت مواقف الجيش والداخلية والقوى السياسية منها. وقال «الفنجرى»، فى مؤتمر صحفى عقب اللقاء، إن «الشعب المصرى يرى ما حدث فى مصر وهو على وعى كامل وثقافة تتيح له التفريق بين الطالح والصالح، وهناك جهات كثيرة تحرك ما يجرى وكلنا نعلمها دون تحديد، مؤكداً أن الانتخابات ستجرى فى موعدها». وعلمت «المصرى اليوم» أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة، برئاسة المشير حسين طنطاوى، عقد أمس اجتماعاً لمناقشة التطورات الأخيرة فى التحرير وعدد من المحافظات، وسبل إعادة الأمن والانضباط للشارع.
وقدم اللواء منصور عيسوى، وزير الداخلية، تقريراً حول الأحداث لاجتماع مجلس الوزراء، الذى عقد أمس برئاسة شرف، أكد فيه أن بعض مثيرى الشغب هم الذين أطلقوا النار على المتظاهرين وتم القبض عليهم، ويتم التحقيق معهم من قبل النيابة، وأن قوات الأمن التزمت بضبط النفس، ولم تطلق رصاصة واحدة. وعقب الاجتماع الطارئ توجه مجلس الوزراء، برئاسة الدكتور عصام شرف، مساء أمس، بكامل هيئته للاجتماع مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.
وبدأت نيابتا وسط القاهرة الكلية وقصر النيل تحقيقاتهما فى المحاضر التى حررتها وزارة الداخلية أمس لـ٥٤ متظاهراً ألقى القبض عليهم فى الميدان بينهم سورى وفتاة مصرية تحمل الجنسية الأمريكية، يواجهون تهم: التجمهر وتعطيل حركة المرور والاعتداء على رجال الأمن وحرق سيارة شرطة وتحطيم أرصفة الميدان.
وقال مصدر قضائى إن التحقيقات مع المتهمين تتحدث عن وجود قوى سياسية حركت المتظاهرين للهجوم على الشرطة، مشيراً إلى أن النيابة استمعت لأقوال ٢ من أفراد الشرطة تم نقلهما إلى مستشفى أحمد ماهر، وتبين أنهما مصابان بطلقات نارية، وأكدا أنهما شاهدا أشخاصاً يحملون أسلحة نارية ويطلقون النار على الشرطة والمتظاهرين معاً. وحمّلت قيادات حزبية وثورية المجلس العسكرى مسؤولية الأحداث. وشدد متظاهرو التحرير على إصرارهم على الاعتصام، مطالبين بتنحى المجلس العسكرى عن إدارة شؤون البلاد.
وقال حسين عبدالرازق، القيادى فى حزب التجمع، إن جميع القوى السياسية تخشى انفجار الوضع فى الانتخابات، فيما طالبت الجمعية الوطنية للتغيير بمحاسبة المسؤولين عما سمته «جريمة العدوان على المتظاهرين». ودعت المواطنين إلى الاستعداد للدفاع عن ثورتهم. وطالبت حركة «٦ أبريل» بإقالة حكومة شرف وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى.
وحذر ٦ من مرشحى الرئاسة وهم: عمرو موسى ومحمد البرادعى وحمدين صباحى ومجدى حتاتة وأحمد شفيق ومرتضى منصور من خطورة الوضع الحالى فى البلاد، وطالبوا باتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ البلاد، ووضع جدول زمنى لنقل السلطة إلى مدنيين. ووصف بعضهم ما جرى بأنه «أسلوب همجى وفشل فى إدارة المرحلة الانتقالية».
0 التعليقات:
إرسال تعليق