دولة فلسطين فى عهدة مجلس الأمن.. و«معركة الاعتراف» تستغرق ٤ أسابيع
كتب عنتر فرحات ووكالات ٢٧/ ٩/ ٢٠١١
بدأ مجلس الأمن الدولى، مشاوراته الأولى، أمس، بشأن طلب انضمام دولة فلسطين بعضوية كاملة إلى الأمم المتحدة والمتوقع أن تستغرق أسابيع، وسط نشاط دبلوماسى فلسطينى كثيف لإقناع الدول بالتصويت لصالح الدولة الفلسطينية، فى مواجهة تحركات محمومة من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل لحشد أكبر عدد من الدول الـ١٥ فى المجلس ضد المطلب الفلسطينى، وحتى لا تضطر واشنطن إلى استخدام حق النقض «الفتيو» حفاظا على صورتها ومصالحها فى الشرق الأوسط.
وقال المندوب اللبنانى فى الأمم المتحدة نواف سلام، الذى تتولى بلاده الرئاسة الدورية لمجلس الأمن لشهر سبتمبر،إنه نقل الطلب الفلسطينى إلى الدول الأعضاء الـ١٤ الأخرى بعدما تسلمه من الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون، وأضاف أنه دعا أعضاء المجلس لإجراء مشاورات بشأن طلب عضوية فلسطين فى الأمم المتحدة، التى تحتاج إلى ٩ أعضاء على الأقل لإدراج الطلب للتصويت فى المجلس، على الرغم من «الفيتو» الأمريكى المؤكد استخدامه ضد الدولة الفلسطينية، فى الوقت الذى كشف فيه مسؤولون فلسطينيون أنهم ضمنوا أصوات ٩ دول بالمجلس لإقرار طلب التصويت إلا أن اللحظات الأخيرة قد تشهد تغيرات فجائية، ولا يمكن توقع التطورات فإسرائيل والولايات المتحدة تستخدم جميع الوسائل بما فيها تقديم الرشاوى لإحباط الاعتراف.
ومن غير المتوقع أن يتم التصويت قبل ٤ أسابيع وربما أكثر بحسب الدبلوماسيين، وأعلن ٦ من أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين حتى الآن أنهم يعتزمون الموافقة على الطلب الفلسطينى، هم الصين وروسيا والبرازيل والهند ولبنان وجنوب أفريقيا. والأعضاء المترددون أو الذين لم يعلنوا موقفهم هم بريطانيا وفرنسا وألمانيا ونيجيريا والجابون والبوسنة والبرتغال، وأعلنت كولومبيا أنها ستمتنع عن التصويت.
وفى الوقت نفسه، قالت مصادر مطلعة إن جهود اللجنة الرباعية الدولية لوضع مسودة بيان لإحياء محادثات السلام دخلت نفقا مظلما بسبب قضية يهودية إسرائيل وطريقة طرحها.
وأضافت المصادر التى طلبت عدم ذكر اسمها أن إسرائيل والفلسطينيين - ومن ورائهما فى المفاوضات الولايات المتحدة وروسيا - ما زالوا مختلفين كثيرا حول هذه المسألة وغيرها. ويبدى دبلوماسيون ومحللون تشككهم فى أن تبدأ مفاوضات جادة بين الطرفين أو أن تحقق أى نتائج إذا بدأت.
ومن جانبه، كشف مصدر فلسطينى مسؤول، عن تفاصيل اللقاء المشحون بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما، والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، الخميس الماضى، مؤكد أن أوباما استخدم أسلوب الترهيب والتهديد ضد «أبومازن» وحمله بشكل شخصى مسؤولية «أى قطرة دم أمريكية تنزف فى الشرق الأوسط»، تنجم عن استخدام الولايات المتحدة الفيتو ضد الاعتراف بدولة فلسطينية، ورد عليه عباس بقوله «لنا الله»، وهدد «بتسليم مفاتيح السلطة الفلسطينية للمجتمع الدولى»، وأضاف أن عددا من الدول العربية ومنها الإمارات والمغرب والأردن تواطأت مع الضغط الأمريكى ولعبت دورا سلبيا، بينما كانت مصر ولبنان والجامعة العربية الأكثر صلابة فى دعم الفلسطينيين، موضحا أن الولايات المتحدة حاولت جعل الأمين العام للأمم المتحدة يتغيب عن الجلسة وبالتالى تفويت فرصة تسليم الطلب الفلسطينى للأمين العام وفق بروتوكولات الأمم المتحدة.
بدوره، ذكر التلفزيون الإسرائيلى أن الإدارة الأمريكية ودولا أوروبية أبلغت رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن الرئيس الفلسطينى على وشك اتخاذ إجراءات حاسمة تتعلق بمصير السلطة الفلسطينية وحلها فى حال عدم تحقيق إنجازات حقيقية تتعلق بالدولة الفلسطينية ومستقبل المفاوضات.
وقالت المصادر إن عباس كان حادا مع أوباما عندما طالبه بعدم التقدم بطلب الاعتراف إلى مجلس الأمن، مشيرة إلى أن الرئيس الفلسطينى أبلغ أوباما بأن الشعب الفلسطينى مل من مسيرة التفاوض التى تستغلها إسرائيل لفرض وقائع على الأرض، وأنه لن يخون قضية شعبه ويعمل كجسر لتحقيق أحلام إسرائيل التوسعية.
وفى الوقت نفسه، قالت مصادر أمريكية إن واشنطن أبلغت نتنياهو بأن إسرائيل ستواجه كارثة حقيقية إذا تم حل السلطة الفلسطينية، موضحة أن أبومازن رفض أن تعمل تلك السلطة فى خدمة إسرائيل وسياستها المدمرة للسلام فى المنطقة.
بدوره، أكد نتنياهو فى مقابلة مع قناة «بى بى سى» العربية رغبته فى استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين وأهمية السلام مع مصر ومبادرة السلام العربية. وقال إن الجدول الزمنى الذى طرحته الرباعية الدولية للمفاوضات واقعى رغم صعوبته، وقال إنه غير متأكد من قدرة إسرائيل والولايات المتحدة على الحصول على أصوات كافية فى مجلس الأمن لمنع وصول طلب العضوية الفلسطينى إلى مرحلة التصويت.
0 التعليقات:
إرسال تعليق